Friday, December 08, 2006

أول رائدة للثقافة العراقية في التاريخ الحديث

اسمها (ماري تيريز اسمر) ولدت عام 1804 في خيمة بين خرائب نينوى حسبما تصف هي ذلك في كتابها النادر والثمين والذي تحتفظ به المكتبة البريطانية بكل اعتزاز الكتاب يقع في جزئين، الجزء الاول من318 صفحة، والجزء الثاني من 350 صفحة، والصادر في شهر ايار سنة 1844.

التقطت الكتاب بيدي، وضعت كفي على صفحاته، مررتها وانا احس برهبة ووجل ونوع من الخشوع تجاه امرأة شابة من بلادي، تغادر العراق وتسافرعبر جبل حصاري وتخترق وديانا وتمر بجبال وتقطع البحار.. تزور سوريا وفلسطين ولبنان وتذهب الى ايطاليا وفرنسا وانجلترا، وتمر بفترات ضيق، لكنها تقاوم تقابل اشراف وامراء وملوك والبابا، وتؤلف الموسوعات، وتطبع كتبها سنة 1844

هل الومها لو ادعت امام الاوربيين، بأنها اميرة بابلية.. لا والله العظيم.. انها اميرة وتستحق الامارة بكل جدارة. لانها وضعت بلدها في قلبها وعلى لسانها وحدثت الامراء والملوك والنبلاء في اوربا قبل ان يستطيع ذلك اي رجل شرقي او عراقي نهريني( من بلاد النهرين).

ان كتب (ماري تيريز اسمر) اسفار رائعة وتتطلب دراستها والتعمق فيها، فهي سجل حي للحياة في وادي النهرين حيث لم يسجل اي انسان تلك التفاصيل الدقيقة اليومية والتي تتحدث بالكثير عن مجمل حياة الانسان العراقي .

في معرض حديثها عن اصول عائلتها، نعرف انها من عائلة عراقية كلدانية اصيلة من بلدة(تلكيف) الموصلية،استقرت في بغداد منذ قرون وقرون، لكنها ايضا تشير الى اصل اسطوري طريف حيث تدعي ان عائلتها تعود باصولها الى سريان الهند من ايام ( القديس توما) تلميذ (السيد المسيح) عليه السلام؟!.. انها بكثير من الرومانسية والصدق العفوي تصف مكان ولادتها وتقول:

((وباء الطاعون انتشر في بغداد سنة1804 مما جعل والدي ان يقرر الرحيل والابتعاد بعائلته الى الريف بقرب خرائب نينوى حيث كان يملك منزل كان يطلق عليه اسم قصر العزة في هذه لفترة ولدت في خيمة منصوبة في الصحراء ليست ببعيدة عن دار والدي)).



تصف جدها بالامير ومن حديثها نعرف بماذا كان يتاجر اهل النهرين وما هي الصناعات التي كانت يمارسونها اذ تقول:

(( جدي الامير عبد الله كان رجل واسع الثراء حيث امتلك الاراضي وممتلكات اخرى من بينها بيوت واغنام ومزارع انتاج الحرير والجمال التي بلغ عددها خمسة الاف جمل)).

ومن الناحية الدينية تشير بكل وضوح الى اتباع اهلها طقوس الكنيسة الكلدانية، ويبدو من هذا ان الارث الكلداني القديم الذي ساد وادي النهرين استطاع ان يتأقلم ويتكيف مع الافكار الجديدة التي جلبتها المسيحية ولكنه بقى محافظا على ارثه وعلى الكثير من العادات والتقاليد القديمة، منها التواضع وقبول الاخر وضيافة الغريب بل والتفاني في ذلك اذ تقول :

((والدي كان يتبع الطقوس الكنسية الكلدانية والتي هي شريكة للكنيسة في روما .منزل والدي كان ملاذا لكل انسان بائس ومن اي طائفة ان كان مسيحي او يهودي او مسلم. لقد ابتنى بيتا خصيصا لهذ الغاية و لأستقبال الغرباء وكان يذهب بحثا عنهم وعندما يجدهم كان يدعوهم الىهذا البيت ويغسل اقدامهم بيده ويقوم بضافيتم و بخدمتهم بنفسه.

اتذكر عندما كنت طفلة ان شخصا معينا احتمى واتخذ من هذا البيت ملاذا كان مبشر واسمة كابريل دومبو وفي سبيل نشر افكاره الدينية تعرض الى حكم قاسي ادى الى قص لسانه. هذا الرجل بقى معنا لمدة سنتين وبعد ذلك منحه والدي مبلغا من المالا كافيا ليستطيع ان ان يؤسس كلية لتدريب المبشرين)).



كما وانها تشير الى حادثة اخرى تدل على ممارسة تقاليد نهرينية قديمة، اذ تقول بكل وضوح:

(( هذه عادة اهل نينوى القديمة وهي انهم في النائبات يمرغوا رؤؤسهم بالرماد و يلبسون الملابس الخشنة.. اتذكر قصص جدى الرائعة والذي هو ايضا عمر طويلا والقصص التي كان شاهد على حوادثها خلال حياته المهنية الطويلة. ولن انسى الشعور بالرعب وهو يحكي لي عن حصار نادر شاه لمدينة الموصل سنة 1743 والذي دام ايام طويلة

حكي لي كيف ان الباشا الذي كان يحكم الموصل في ذلك الوقت والذي كان ينظر بعين العطف الىالمسيحين اصدر امرا يدعو السكان الى الابتهال الى الله كل حسب معتقده وكيف انهم محاولة منهم لدرء غضب الله القديران طبقوا طريقة نينوى القديمة وبالتطوع باعلان واظهار التوبة والندم واماتتة النفس وذلك بلبس الملابس الخشنة واهالة الرماد على الرؤس)).



عن مكان ولادتها في الخيمة تقول:
(( ربما كانت الخيمة مكان لنواح والدتي ولتقبل العزاء لفقدانها عدد من افراد عائلتها خلال وباء الطاعون وكذلك لخسارتها اخ كان عزيز عليها وافاه الاجل اثر لسعة ثعبان سام حين كان في رحلة صيد. وقبل وفاته عانى الكثير من العذاب نتيجة ممارسة نوع من العلاج مورس في ارض النهرين وعرفت هذه الطريقة في العلاج من تقاليد ميزوبوتاميا.
هذا العلاج يقتضي بان يمنع المصاب من النوم لمدة خمسة ايام وذلك بضرب الطبول والوخز الشديد بالابر اذا ظهرت اعراض الدوار وخلال كل تلك الايام كان يسقى الحليب فقط الى ان يبدء بالتقيئ وبذلك يتخلص من سم الافعى)).
وتشير الى رسوخ التقاليد النهرينية في الوجدان الشعبي وتغلغل الاساطير الكلدانية في الذهن وذلك بما اطلقه والديها من لقب عليها وهو يمامة الصحراء وفقا لاسطورة بابلية- كلدانية تقول:

((نتيجة لتمتعي بالعزلة وحبي للأنزواء اطلق على والدي لقب( بيجميل بيري)béchamel biri اي ابنة البرية(الصحراء) الاسم الذي تعرف به اليمامة او القمرية والتي تقول عنها الاساطير البابلية الكلدانية( الشرقية)انها عندما تفقد فراخا تطير الى الصحراء وتبقى تنتحبهم الى ان تموت من النواح والعزلة)).


في الوقت الذي كان في حتى رجال العراق باكمله يغطون في سبات عميق ويعانون من الحكم العثماني الجائر، نجد هذه الفتاة تتحدى وتطالب بمدرسة للفتيات وتصف الجهد في تأسيسها والتعاون والتكاتف بين النساء في مجتمعها للتدريس مما يدل على وجود وعي ورغبة للتقدم ونشر المعرفة:

(( في قرية صغيرة التي يملك اكثرها والدي وجدت بقايا دير صحراوي غير بعيد عن مكان اقامتنا. اخذت ما احتاج اليه وكما بالسابق بدات اقضي اوقاتي في الصلآة والتامل وقسم من وقتي خصصته لكتابة وتاليف الكتب الدينية بعد مرور وقت على بقائي قررت ان اؤسس مؤسسة تعليمية للنساء واتفقت مع صديقتان لي واحدة من ما بين النهرين والاخرى من بلاد فارس. .. ان عدم المساواة بين الجنسين يثير حفيظتي، وجدت النساء المسيحيات يعاملن معاملة الرقيق والعبيد، وعيهن لم ينبت او يثمر وتركن للتجاهل والجهل استولى عليهن ، في حين ان الرجال يتمتعمون بكل ما يتيح لهم فرص التعليم لذا صممت على ان على بذل كل ما في وسعي من قوة الى تثقيف بنات جنسي...واحدة من بنات عمي(خالي ) قررت ان تدرسهن اللغة الكردية والفارسية والكلدانية، وكانت هناك سيدة اعرفها على قدر كبير من الحصافة والثقافة تطوعت معنا وكذلك عدد لا يستهان به من النساء جذبهن معهدنا الذي لم نهمل اي مادة تدريسة و انضممن الينا الكثير من النساء من الطبقات العليا وقدمنا هذه الخدمة بدون حساب للخلفيات الاجتماعية وقبلنا الفتيات الفقيرات ايضا)).

تقوم (ماري تيريزا) بزيارة اخت الباشا حاكم مدينة الموصل فتصف لنا الترف العصملي كما تسمية وكذلك مشاهدتها للعديد من النساء الارقاء اللواتي جلبن من كردستان، وتصف جمال وحسن ادب المرأةالكردية وتشير الى النساء من جورجيا والقفقاس واليونان، وعن العسف الذي يلاقينه، ثم محاورتها مع اخت الباشا لغرض رزع المحبة والتسامح في نفسها ونبذ البغض والتعجرف.

بعدها تعمل (ماري تيريزا) كمرافقة للأميرة اللبنانية الشهابية الدرزية في لبنان، وتسكن هناك في قصر بيت الدين

في لبنان وفي القصر الشهابي وكمرافقة لأميرة الشهابيه الدرزية تتحدث ماري تيريز بكثير من الاعتزاز والفخر عن كرم وشهامة ونبل الدروز وتصفهم باسمى الاوصاف. ومن احاديثها عن ليالي السمر نذكر كيف انه احد الايام قررت الاميرة الشهابية بالتعاون مع ماري تيريز ان تقدما حفلة تمثيلية لنساء قصر بيت الدين. يقع اختيارهما على حكاية النبي سليمان والملكة بلقيس، فتؤدي دور بلقيس الاميرة الفاتنة الشهابية و تؤدي ماري تيريز دور الملك سليمان. كذلك تتم الاستعانة بالحيوانات والطيور وبملابس وجبة الامير الشهابي نفسه لتفعيل المسرحية. توصي الاميرة الشهابية حرس القصر بعدم الاستجابة والاهتمام مهما سمعوا من صراخ قادم من قصر الحريم، فان ذلك سيكون نتيجة الانفعال والاندماج الاعجاب بالاداء والتقديم المسرحي. تقول لنا ماري تيريز ان هذه الاجواء المسرحية كانت مهمة لهن وساهمت في بلورة حسهن الفني والتاريخي.



أقرأ السطور وانا غير مصدقة، كيف ( (ماري تيريز اسمر) ) ابنة بلاد النهرين الرائعة، وهي تتحدث عن كل شئ في بلادنا، فتصف لنا الطعام والملابس وطرق البناء والادوات المنزلية والعادات الاجتماعية، ثم تحدثنا عن الاديان ومواعيد الصلاة والاذان وتفاصيل الطقوس الاسلامية والمسيحية. تتحدث بأسهاب عن البدو واليزيدية والاكراد والعرب والكلدان والسريان، وعن جو وحرارة صيف بغداد والنوم فوق السطوح .. تقول:

((شدة حرارة الجو تدفع الناس في منتصف النهار حيث اشعة تكون في اوجها الى الاحتماء وقضاء اوقاتهم في السرداب وهو جزء من البيت يبني تحت الارض والذي نسبيا يبقى بارد وارضيته ترش بالماء،و باستخدام مروحة كبيرة جدا تتحرك للآمام والخلف ويتحرك الهواء وتدار من قبل العبيد، ويبقى الناس الى موعد حلول المغرب حيث يصعدون الى السطوح للتمع بالنسمات العذبة.

في موسم الحر هذا حيث تصل معدلات الحرارة الى 120 درجة فان النساء يرتدين الملابس الحريرية او ال ( شيميز) والبابوج بدون جواريب وفي الليل من العادات الشائعة النوم فوق السطوح وفي الهواء الطلق، الكل النساء والرجال الا ان الاطفال والخدم لهم سطحهم المنفصل.

قد تبدو هذه الممارسة غريبة على الاذن الاوربية ولكنها شائعة بين النساء البغدايات في شهر تموز واب يبللن ملابسهن الحريرية بالماء البارد الذي يؤخذ الى السطوح ويحفظ باوعية من الجلد ليحافظ على برودته ويلبسنها بعد عصرها وتبقى مبللة تماما وتلتصق باجسادهن ثم يستلقين على الاسرة المصنوعة من سعف النخيل ليتمتعن بغفوة منعشة.

هذه الممارسة لن تحتمل في جو انكلترا حيث يطغي ويكثر مرض الروماتزم ،هذا المرض الذي لم يسمع به في تلك البلاد ،بلاد النهرين. في شهر تموز الاشخاص الذين يتطلب عملهم ان يكونوا في العراء يتعرضون لخطورة الاختناق بالـ((ساميري))؟! عدة مرات تشير ماري تيريز الى هذه الحالة من الأختناق بسبب الحر وتطلق عليها كلمة(ساميري) التي لم استطع ان افهم مقصدها. يجب البحث والتقصي عن هذه تسمية هذه الحالة الخطرة التي يبدو انها كانت شائعة ومعروفة في وادي النهرين، وقد تسبب الموت!



تتحدث(ماري تيريز) عن ملابس المرأة وتقول:
((نساء بغداد يلبسن غطاء لراس خاص بهن وهوعبارة عن ازار اسودوابيض او حجاب وهو منسوج في الموصل من الحرير والممزوج بالقطن ويسمى الموسلين نسبة الى مدينة الموصل وينزل من الراس مغطيا القدمين وبه بعض الشبة بغطاء الراس الاسباني المسمى

( المانتيلا)مع عصابةتدور حول الراس من شعر الخيول تغطي الوجه تماما لتمنع معرفة شخصية مرتديتها وبنفس الوقت وبطراز شرقي(نهريني) صرف تمنح المرأة الحرية لتملك حب الاستطلاع وترضي فضولها. خارج المنزل من الصعوبة معرفة منزلة المرأة مما ترتديه اذا ان الجميع الغنيات والفقيرات يلسبن الملابس الرصينة وغير زاهية الالوان ومتواضعة.

خلف الابواب المسألة تختلف تماما لأن ملابسهن من الحرير الطبيعي الغالي الثمن، يتحلين بمصوغات من الذهب واللؤلؤ المجوهرات ذات القيمة العالية والثمينة ترتديها النسوة باسراف وسخاء مترف حتى انهن اكثر اناقة من التركيات العصمليات)).



إمرأة استقراطية بغدادية من القرن التاسع عشر..



(ماري تيريز اسمر) تثير خيال القارئ الاوربي بوصف العمارة والحياة اليومين وتتحدث عن الطارمات والبلكونات والحدائق والحمامات العامة وعن النومي حلو البغدادي الذي تصفه الى الاوربيين وتقول لهم عن طعمه اللذيد تتحدث عن الماضي والحاضر وبيسر وتلقائية تصف لنا الطرق الصحراوية والنهرية وبدون تبجح تشير لنا بتمكنها من الكثير من اللغات.

اعتزازها بتقاليها وتفاخرها بها كان ديددنها ومحور اهتمامها وتردد ذلك باستمرار في اي دولة اوربية تحل تصر على ان الشرق هو عنوان وينبوع الغنى والكرم والخلق القويم والصدق والجمال. وتشير الى انها كيف خدعت من قبل امرأة من الطبقة الارستقراطية الفرنسية. وتصر على ان اهل الشرق اكثر امانة وصدق وتقول :

((انني افضل بساطة الانسان الشرقي على مكر الانسان الاوربي.كما وان البدوي القادم من الصحراءقد يضطر الى قتلك بسبب الحاجة ولكنه دائما يلتزم بوعوده ولك ان تثق به، لهذا دهشتي كانت عظمية عندما كنت في روما التي تعتبر الينبوع الرئيسي للمسيحية سمعت حكمة تقول( لا تثق باحد حتى لو كان والدك))

وتحدثنا (ماري تيريز اسمر) عن حالة عشق بدوي واصفة البدو بسمو الاخلاق:

((في يوم من الايام ونحن في احدى الرحلات نركب الخيول مع والدي واخوتي وكانت ترافقنا صديقتي الجميلة مريم التي اودها مثل اختي، كنا على مسافة مسيرة ثلاث ساعات من الموصل بالقرب من قرية صغيرة تدعى قرقوش حينها خرج علينا ما يقارب الخمسين فارسا من البدو المسلحين واحاطوا بنا. والدي واخي كانا مسلحين ولكن من الجنون محاولة استعمال القوة مع هولاء الذين سيستطيون بسهولة تدميرنا. شيخ هولاء البدو لم يجابهنا بأي عنف بل على العكس اذا اصابته صعقة الحب ووقع في هوى مريم واصر على اخذها معه! وبجدية تحاججنا معه ولكن توسلاتنا ايضا لم تثمر، وبكمد وغم شاهدت رفيقة صباي تنتزع مني من قبل عصابة من قطاع الطرق وبلمح البصر اختفوا كلهم ولم نتمكن من اعادت مريم لسرعة خيولهم العربية الاصلية التي كانت كالبرق جعلت من الصعب اللحاق بهم.
كانت مريم قد جاءت لقضاء بعض الوقت معنا ، لذا لم يعرف والديهاالخطر الذي وقعت فيه ابنتهم الحبيبة وبما اننا كنا نبذل الجهد من اجل استعادتها لذا لم نخبر اهلها بما وقع لنجنبهم الغم والالم. والدي اجرى تحرياته في كل الاتجاهات ونجح بالتعرف على مضارب العرب الذين طلبوا ان تدفع لهم فدية عالية لتعويضهم عن غنيمتهم المبلغ الذي طلبوه كان خمسون كيسا اي ما يعادل 600 باون انجليزي! والدي كا ن سعيدا بدفع الفدية وحالا بعد ذلك اجتمع شملي بصديقتي الحبيبة مرة اخرى، حكت لنا مريم كيف عاملها العرب بكثير من الاجلال والاحترام مما خفف عنها هول اختطافها. الرئيس كان نزيها في نواياه ,وصادقا في حبه وعشقة الاني، ولذا لم يصبها باي اذى ولم يلجاء للتهديد من اجل ارهابها للموافقة على البقاء معه بل قال انه سيقبل الفدية اراضاء لكرامة الرجال الذين رافقوه. مريم لم تتوانى عن القول انها كانت ممتنةله لكرم تصرفه خلال كل تلك الفترة اذ عاملها بكثير من الاحترام والمهابة والتقدير)).






وتستمر(ماري تيريزا) الرائعة فتتحدثنا عادت اهل النهرين و عن تدخين النركيلة. انها تستصغر المرأة الاوربية لانها لا تعرف التبغ والتدخين في حين ان بنات النهرين يعتبرن الاركيلة وشرب القهوة من متطلبات حياتهن اليومية ويشربنها بدون سكر او حليب وتستلذ بطعم القهوة وتوحي للقارئ بطيب مذاقها.

تصف اعراس البدو والفلاحين واهل المدن بمختلف قومياتهم. تتحدث بعفوية وصدق وحميمية وكانها جالسة بين الاهل والصديقات تقول المرأة تعامل كعبدة مملوكة يجب ان يتغير هذا الوضع ولن تتقدم المرأة الا بالدراسة والتحصيل و والسعى لأيجاد مدرسة للفتيات.

تتحدث عن مواسم الحصاد في الموصل ودرس الحبوب وتحضيرالطعام وانواع الخبز،عن كل هذه الامور واصفة اياها للمجتمع الاوربي، بكثير من الفخر والتباه.ي تذكر كيف ان رغيف خبز الرقاق المشهور في الموصل قد يصل قطره الى اكثر من 60 سنتمترا ورقته لا تضاهى النوع الآخر من الخبز المعجون بالدهن والذي سمك رغيفه اكثر من سنتمترين ونصف. وتستمر في حديثها لتصف ادوات المنزل البسيطة من ( لكن) الى طاسة الى الفنجان وتستعمل اسمائهم المحلية العربية او الدارجة بعد ان تشرحها بالآنجليزية.

هذا الانتماء لأرض النهرين وهذا الاعتزاز بكل صغيرة وكبيرة شئ مذهل اذ يصدر عن امرأة من مدينة صغيرة قرب الموصل، وفي القرن التاسع عشر، حيث الهوية العراقية ما زالت مطمورة في غبار التاريخ.

تتباهى بالعامل والبناء وتصف كيف تعمر البيوت وكيف يتم انجازها في ايام قلائل. تصف كيفية تبيض الجدران وبناء الحوش وتسقيف البيوت، وكأنها كانت تعمل بنفسها مما يدل على حرصها ودقة متابعتها لما يدور في وطنها.




بابل التي ظلت ماري تفتخر بالانتماء اليها..



كذلك تتحدث عن التاريخ القديم لبلادنا، عن برج بابل وعن نينوى، بكل فخر واعتزاز وبحرارة وصدق. كما تذكر ايام الضيق وانتشار الاوبئة، وتذكر بألم بعض التحيز الديني ضد المسيحيين وضد غيرهم، وكذلك التحيز الطائفي ضد الشيعة، وتذكر باعتزاز ايام الانفتاح والتسامح والرخاء والازدهار ايضا.

للصداقة وروح الاخوة مكان واسع في حياة ماري تيرز اسمر وفي محيطها ووسطها العائلي وبكل تواضع تشير الى اهمية والديهافي حياتها. تضطرماري تيريز وهي في اوربا الى العمل بالتدريس لكي تعتاش، حيث تقوم بتدريس اللغة العربية لاحد البارونات الفرنسين. وفي انجلترا تتمتع بحماية الملكة فكتوريا.

انا الان بصدد اكمال دراسة مطولة عنها من خلال قراءتي لكتبها وهذا مشروع كبير ساحاول بجهدي وامكانياتي المتواضعة ان افي هذه الفتاة حقها.

الف تحية لك يا بنت اسمر الخالدة وسنوفيك حقك وننشر اسمك ونرجوان تتكاف الجهود لاحياء ذكراك.


مقاطع من كتابها عن ذكرياتها في بلادها العراق..




ترتدي زوجة الباشا قميص من الحرير الابيض السميهي الرقيق الفاخر، فوقه قمباز من الحرير الابيض المطرز بورد من الذهب وسروالها بلون قرمزي. حول خصرها حزام مشبك على شكل شريط مطرز، الذي يستغرق تطريزه الوقت الكثير. وكان الحزام المشبك محلى بقطع من الاحجار الكريمة وبه مشبك من الذهب مصاغ عليه حمامتان رأس كل منها محلا بالجواهر.

في ذراعها ترتدي صفوف من الاساوراللؤلؤية والماسية وكردانتها ( تكتبها بالعربية ) من الذهب المحلاة بأنواع من الاحجار الكريمة الثمينة. تتدلى من اذنها اقراط باهرة الالوان، وارجوالا يغمى عليكن اخواتي الاوربيات، إذ ان في انفها ثقب مثبت فيه زمردة! شعرها ممشط الى الخلف من جبينها ومرتب على شكل ضفائر صغيرة محلى بسلاسل من اللؤلؤ، وكل ضفيرة مقسمة الى ثلاث اواربع فروع وفي نهاية كل واحدة حبة من اللؤلؤ، وهنالك ضفيرتان محليتان باللؤلؤ تجملان خديها. على رأسها زخارف من الذهب على شكل صحن صغير، وهي طرة للرأس من الالماس على شكل طير، اكملت بها زينتها...( ص 62 )





زوجة الباشا كان عندها ببغاء عزيز، اسمة (درة)، وقد حصلت له سالفة مثيرة ورائعة. كما يبدو ان هذا الببغاء قد لقن جمل من القرآن، ولقد اتقنها بشكل ممتاز مما كان ينافس في القائه حتى (الملة) في آذانه وخطبه. ولكن على المؤمنين ان يخضعوا للتجربة. حدث ذات يوم إن ظهر طير سفيه من الجوارح، ابصر الببغاء المؤمن، والذي كان بدون شك، في حالة من التأمل، فلم يشعر بالخطر الذي كان محدقا به. كان حينها ( الببغاء درة) يتجول غير بعيد عن قفصه. يبدو ان الطير الجارح السفية لم يكن لديه خوف من النبي، رغم ان هذا الطير لم يكن من الكفار الغربيين، فلربما كان من ملة اخرى! ما ان لاح له الببغاء الثرثار صديق السلطانة، وهو يتجول، وإذ به بدون ادنى تردد يهجم عليه، ويلتقطه ويرفعه عاليا في الفضاء عازما على التهامه كوجبة لذيذة. لكن الببغاء المسكين راح يصرخ بكل صوته: (( لاالله الا الله محمد رسول الله.. لا الله الا الله..)). في هذه الاثناء انتابت الطير الجارح السفية الشكوك حول نوعية فريسته. وعندما استمر البيغاء يصيح: (( كل شئ زائل وباطل.. اشه ان لا الله الا الله.. واشهد ان محمدا رسول الله..)). تيقين الطير الجارح من انه قد التقط شيئا غريبا، وانه في ورطة. لذا استعجل في افلات الببغاء العاقل، وبكل ادب انزله الى المكان الذي التقطه منه!


منقول عن الكاتبة امل بورتر/ بريطانيا
من مجلة ميزوبتاميا

Monday, September 18, 2006

What is the true meaning of love

In an unexpected miraculous finding, one brave self-help guru has discovered a real-life love potion. The ingredients to this amazing concoction are so potent and powerful that once you get a taste of them you’re romantic relationships will never be the same.
You can find this remarkable recipe in the pages of Susan Jeffers' insightful new book, "The Feel the Fear Guide to Lasting Love."
“Real love is really about the simple ordinary joy of being together. It isn’t this enchanted love that we see in the tabloids which some of us feel in the beginning but that always wears off. Real love, to me, are those simple gorgeous ordinary moments when my husband and I go out to dinner and make a simple toast that says thank you, thank you for being in my life. To me, this is heaven on earth. But you have to learn the tools to bring that love into being otherwise it will just break up,” says Jeffers.
Those influential tools are the true ingredients behind lasting love and are what keep the readers locked in the pages of this inspirational book.
Susan is no stranger to larger-than-life drama when it comes to love. Although she’s spent years researching and listening to others share their jubilant and tragic relationship stories, she maintains that her real expertise on the subject comes from her own experiences.
“I have been through a lot of personal experiences relative to love over the years. I had a marriage that ended after 16 years then 12 years of dating in-between and now I am in this fantastic relationship for 20 years with my husband. I have really learned the lessons of love.
"I look around and I see so many people agonizing over why love is so hard and I want to show people how to make it a joyous experience in their lives rather than a really ugly upsetting one.”
Most of us would be willing to go to great lengths in the name of love. We’d climb the highest mountains, swim in the dangerous vast seas and even walk for miles in the driest desert to show our partners how much we love them, but when it comes to turning around and saying a few of the simple words that really count, the task seems downright impossible.
“It’s all a matter of taking in the beauty that’s there. 'I love you' and 'thank you' are words that are very often missing in a relationship that’s going down hill and the more we repeat these things, the more we validate our mate and show how much we love him or her. When we have that kind of energy going out, we are going to get that energy right back.” We often search far and wide to find answers on what’s missing in our relationships, when the answer is usually staring at us straight in the face. In her book, Susan explains the significance of two of the most important tools in love, the mirror and the magnifying glass.
“The mirror is total power. It’s not about self blame it’s about power and love. Every time I feel the least bit upset, I pick up the mirror and say what’s going on with me. Every time we get angry or resentful, that’s the magnifying glass, instead if we can pick up the mirror and say why do I react this way to what he or she is doing then we have power over what is happening.”
How would you feel if your partner was forced by contract to buy you flowers or say something nice to you? Chances are, it wouldn’t have the same effect as if he or she did it all on his or her own free will. Many times we associate love with need. In reality, neediness is the polar opposite of romance.

Sunday, September 03, 2006

Ancient History of Iraq

Ancient history
Iraq was historically known as Mesopotamia, which literally means "between the rivers" in Greek. This land was home to the world's first civilization, the Sumerian culture, followed by the Akkadian, Babylonian, and Assyrian cultures, whose influence extended into neighboring regions as early as 5000 BC. These civilizations produced the earliest writing and some of the first sciences, mathematics, laws and philosophies in the world, making the region the center of what is commonly called the "Cradle of Civilization". Ancient Mesopotamian civilization dominated other civilizations of its time.
In the sixth century BC, the region became a part of the Persian Empire under the Cyrus the Great, before it was conquered by Alexander the Great and remained under Greek rule for nearly two centuries. A Central Asian tribe of Iranian peoples called Parthians then annexed the region, followed by the Sassanid Persians until the 7th century.
Beginning in the seventh century AD, Islam spread to what is now Iraq. The prophet Mohammed's cousin and son-in-law moved his capital to Kufa "fi al-Iraq" when he became the fourth caliph. The Umayyads ruling from Damascus in the 7th century ruled the province of Iraq.
Baghdad, the capital of the Abbasid Caliphate, was the leading city of the Arab and Muslim world for five centuries. In 1258, Baghdad was devastated by the Mongols and was later occupied by the Ottoman Turks. Ottoman rule over Iraq lasted until the Great War (World War I) when the Ottomans sided with Germany and the Central Powers. During World War I, the Ottomans were driven from much of the area by the United Kingdom during the dissolution of the Ottoman Empire.